الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

كبارينيا

منذ أسبوع تقريباً قامت الكاتبة إيمان أسعد بترجمة تقرير نُشر في «النيويوركر». جاء التقرير تحت عنوان «حين أكبر» وبعنوان فرعي «سلسلة مدن الألعاب حيث يلعب الصغار أدوار الكبار». يتحدث التقرير عن «كيدزانيا» وهي سلسلة من مدن خاصة للهو ولعب الأطفال انتشرت منذ مدة حول العالم بما في ذلك فرعها في دبي مول بمدينة دبي. يبدأ التقرير بذكر النقاط التي تختلف فيها الفكرة التي تقوم عليها «كيدزانيا» وتميزها عن غيرها من مدن الألعاب مثل مدينة ديزني والتي تقوم كلها على قصص الأطفال المبنية على خيالات وأحلام وأمنيات. على عكس عالم السحر الذي تخلقه ديزني في أذهان الأطفال، فإن «كيدزانيا» تقدم لهم الواقع بشكل مصغر. هناك يمكنهم الحصول على وظيفة ونيل الأجر لقاء عملهم كما يمكنهم إيداع ما اكتسبوه في البنك أو أن يختاروا إنفاقه. تختلف فروع «كيدزانيا» لتراعي قوانين وثقافة الدولة التي تقع فيها، كما أن القائمين عليها بنوا بعض الدراسات على تصرف الأطفال فمثلاً في المكسيك يصر الطفل على إنفاق راتبه بينما يحافظ عليه الطفل الياباني كمدخرات بنكية. شخصياً أنا ضد فكرة كيدزانيا، أعني ما الداعي إلى أن يعيش مبكراً الطفل ما سوف يقوم به بعد عدة سنوات ولآخر حياته من عبء الوظيفة وهموم المادة؟ منذ متى كان الخيال والأحلام نقصاً، بخاصة في هذه المرحلة الجميلة من العمر؟ ثم من الذي يحدد إن كانت الأنظمة التي نحياها كاملة، حتى نقوم ببرمجة الأطفال عليها؟ أليس من الممكن لو تمت تنشئة الطفل على حرية التفكير والابتكار أن يُوجد واقعاً أفضل في المستقبل؟ [email protected]