السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

حلول العنوسة

لست بصدد ذكر أسباب العنوسة والعزوف عن الزواج وتحليل نتائجها المعلومة والظاهرة، لكنّي سأتطرّق لبعض الحلول التي أجزم بفائدتها، فالفتاة وإن كانت المتضرر الأول من العزوف عن الزواج، وهي الخاسر الأكبر، لكنّها لا تتضرر وحدها، فوالديها وإخوتها يشاطرونها الضرر والمعاناة والخوف عليها وعلى مستقبلها. لكن مع الأسف لا أحد يسهم في إيجاد الحلول الفاعلة الناجعة للتخفيف من آثار العنوسة حتّى الفتاة نفسها، فالفتاة في مجتمعاتنا مستعدّة لأن تعاني شتّى صنوف العذاب والانتظار المرّ، لكنها ليست مستعدة لأن تتنازل عن بعض شروطها في الزوج الذي يتقدّم لخطبتها، فهي لا تقبل الارتباط بالشاب الصالح الذي لم يؤته الله سعة في الرزق، حتّى وإن كانت هي موسرة ولا تحتاج إلى من ينفق عليها. وقد فعلت ذلك قبلها أمنا خديجة عندما خطبت رسول الله لنفسها قبل أن يصبح نبيّاً. ثم ما الذي يمنع أولياء الفتاة التي لا تستطيع البحث لنفسها عن زوج من السعي لها والبحث عن زوج صالح ينهي معاناتها ويُؤنس وحدتها، وقد فعل ذلك قبلهم الفاروق عمر عندما خطب أبو بكر وعثمان لابنته حفصة، قبل أن يتزوجها رسول الله عليه الصلاة والسلام. مشكلتنا الحقيقية هي في نظرتنا للمجتمع، ونظرته لنا، وليتنا نسلم من المجتمع وأذاه المتكرر عندما نطيعه، ونراعي بعض عاداته الخاصة، بل إننا فقط نختار نوعاً آخر من الأذى والانتقاد الاجتماعي، ونفرّط لأجل ذلك بسعادتنا ومستقبلنا.