الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

تحدي بوشكاش ودي ستيفانو

أكمل كريستيانو رونالدو 31 عاماً الأسبوع الماضي، وواصل مشوار التألق الذي بدأه منذ الصبا. ومن واقع إنجازاته المتواترة، يبدو أن صاروخ ماديرا عازم على تحطيم جميع الأرقام القياسية التي حققها عظماء ريال مدريد. ويؤكد هذا الزعم هدفاه في مرمى أتلتيك بلباو السبت الماضي ضمن مباريات الليغا على ملعب سانتياغو برنابيو، ليرفع رصيده إلى 21 هدفاً في المركز الثاني ضمن صدارة قائمة هدافي المسابقة الموسم الجاري بفارق هدفين خلف الأوروغوياني لويس سواريز هداف برشلونة. هذا الواقع وضع الدون البرتغالي في موقع المقارنة مع أبرز الهدافين الذين صنعوا أمجاد الملكي سابقاً، وحققوا لأنفسهم الأرقام القياسية عندما بلغ كل منهم سن الـ 31. حقق كريستيانو رونالدو الكثير من الانجازات أبرزها هداف دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات، وأفضل مهاجم في دوري أبطال أوروبا 2007 ـ 2008، وجائزة الكرة الذهبية مرتين، وبوشكاش 2009، إضافة إلى عدد من الانجازات الأخرى ما وضعته في موقع الريادة ضمن أساطير الريال. دي ستيفانو أحد أساطير الكرة الذين صنعوا التاريخ مع ريال مدريد والمجد لأنفسهم. أحرز دي ستيفانو 197 هدفاً للريال، وحقق الفوز بثلاثة كؤوس أوروبية، ومعها بطولة الدوري الإسباني خمسة مرات، إضافة إلى عدد من الكؤوس والبطولات عندما بلغ الـ 31. كل هذا قبل تجربة امتدت لعامين في صفوف فريق إسبانيول. بوشكاش مثال لامع آخر للخدمة الطويلة والمميزة ارتدى بوشكاش قميص ريال مدريد، وهو في الـ 31. وبلغ مجموع إنجازاته مع لوس بلانكوس 242 هدفاً، مع مجموعة لا تحصى من البطولات والكؤوس. وحقق بوشكاش ما حقق مع الملكي خلال ما يعرف بحقبة التألق في كرة القدم. ربما يكون هذان المثالان حافزاً قوياً للدون لمواصلة التألق إذا أراد أن يدون اسمه في قائمة عظماء الملكي، لكنهما ينتميان إلى حقبة بعيدة في تاريخ النادي. على أن الحقب الأكثر قرباً قد تقدم نماذج أقل شأناً من حيث الإنجازات، ومعروف خلال الحقب الأقرب أن اللاعب عند بلوغه الـ 31 يسجل عطاؤه هبوطاً ملحوظاً، وهنا يخطر على البال هوغو سانشيز وأمانسيو. لكن للإنصاف نقول إن الزمن يفرض تأثيره في الجميع، كما نذكر أن دي ستيفانو وبوشكاش لعبا في زمن لم تكن اللياقة البدنية عاملاً حاسماً في تصنيف النجوم، بل كان التفوق التكتيكي هو الذي يصنع الفارق، وهو الذي أسهم في مواصلة هذين النجمين التألق طويلاً في الملاعب. لا شك أن كريستيانو رونالدو لاعب كبير ورائع المستوى، لكن يعيبه أنه يعتمد بشكل أساسي على لياقته البدنية العالية في أداء المباريات وإحراز الأهداف. والآن بعد بلوغه الـ 31، يلحظ عليه تناقص الأداء، وباستثناء هدفيه الأخيرين في مرمى بلباو، قلَّ عطاؤه في التهديف، ما فتح الباب أمام تساؤلات معجبيه. ويدعم موقف رونالدو ما يعرف عنه من الاهتمام بلياقته إلى درجة المبالغة لسد الثغرة بشأن القصور التكتيكي الطفيف الذي يعاني منه. وأقرب مثال يمكن مقارنته بحالة رونالدو اللاعب أرتيز أدرويز، كان متوسط أهداف المهاجم الباسكي القوي 0.29 في المباراة الواحدة. وبعد بلوغه الـ 31، ارتفع المتوسط إلى 0.52 في المباراة. هذا الإنجاز أتاح لأدرويز وضع اسمه ضمن قائمة المشاهير مع المنتخب القومي الإسباني. يعلق عن إنجازه «لا أسرار وراء نجاحي، أستمتع كثيراً بالتمارين». وكذلك يفعل كريستيانو رونالدو على الرغم من سنه، وربما يكون هذا هو بطاقته الرابحة. الجانب الإيجابي الآخر في كرة رونالدو أنه يعدل أسلوبه في اللعب بما يتناسب وإمكاناته الفنية والبدنية مع تقدمه في العمر. كما أنه يختزن طاقته أكثر مما كان يفعل في شبابه.