الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

زراعة شرائح لرصد للنحل

أكد العلماء المشاركون في المنتدى العالمي للابتكارات الزراعية GFIA أهمية ابتكار طرق جديدة للتصدي للمشاكل الزراعية ومنها تلقيح المحاصيل الزراعية، مستعرضين التقدم في تقنية زراعة الشرائح عالية التقنية للمساعدة في رصد النحل. وأشاروا إلى ارتفاع احتياجات العالم من الغذاء 60 في المئة في العقد المقبل، خصوصاً أن 84 في المئة من إنتاج المحاصيل يعتمد على الملقحات. وأوضحوا أن النحل يلعب دوراً مهماً في تلقيح الفواكه والخضراوات والبذور والمكسرات، لافتين إلى أنه في ظل استمرار انحسار أعداد النحل عالمياً فإن السيناريو الأسوأ سيهدد الأمن الغذائي العالمي. واستعرضوا أثناء جلسات المنتدى الذي اختتم مناشطه أمس التقدم في تقنية زراعة الشرائح عالية التقنية للمساعدة في رصد النحل، خصوصاً مع استمرار التدهور السريع في أعداد النحل وتأثيراته السلبية في المعايير الغذائية في العالم والصناعات الزراعية والأمن الغذائي بشكل عام. ونظم المنتدى الذي استمر يومين في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس إدارة جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية. ويتضمن المنتدى المعرض الزراعي الأكبر والأكثر تأثيراً على مستوى العالم، حيث يستقبل الآلاف من العلماء الزراعيين والمخترعين والمزارعين ومنتجي وموردي السلع الغذائية، إضافة إلى المنظمات غير الحكومية وكبار المسؤولين الحكوميين. وقدم مكتب الرئيس التنفيذي للعلوم في منظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية CSIRO في أستراليا الدكتور باولو دي سوزا عرضاً عن التدهور السريع وغير المسبوق في أعداد النحل المنتج للعسل. وأشار إلى أحدث تطورات المبادرة العالمية لصحة النحل المنتج للعسل GIHH، لافتاً إلى ضرورة توحيد الجهود لإيجاد مزيد من الدراسات حول الأسباب المرتبطة بتراجع أعداد النحل بشكل عام وإيجاد طرق لزيادة تلك الأعداد. ولفت إلى أن زراعة الشرائح عالية التقنية المثبتة يدوياً على ظهر النحل تسمح بتحديد الحشرات التي تحملها وتسجيل تحركاتها، كما تولد بيانات تمنح الباحثين القدرة على اكتشاف وفهم التهديدات التي يتعرض لها النحل وإيجاد حلول للمساعدة في تلقيح المحاصيل بشكل آمن. وأضاف سوزا «في العقد المقبل سترتفع احتياجات العالم من الغذاء 60 في المئة، بينما يعتمد 84 في المئة من إنتاج المحاصيل عالمياً على الملقحات، حيث يلقح النحل الفواكه والخضراوات والبذور والمكسرات، وفي حال وقوع أسوأ الاحتمالات فسيكون الأمن الغذائي في خطر حقيقي». ولمعالجة هذا الأمر تأسست المبادرة العالمية لصحة النحل، وهي شبكة تعاون دولية من العلماء والنحّالين والمزارعين وشركات من القطاعين الصناعي والتكنولوجي، إذ وضعت نصب أعينها التركيز على الأبحاث المتعلقة بالرقاقات عالية التقنية المثبتة على ظهر النحل، حسب سوزا. وأشار سوزا إلى أهمية التعاون بين العلماء والنحّالين في المبادرة العالمية لصحة النحل التكنولوجيات والبروتوكولات التجريبية المتماثلة والتبادل الكامل للبيانات. وأكد أن اعتماد الابتكار بالتعاون بين العلماء والحكومات هو المفتاح الرئيس لمستقبل مستدام. وكان الاكتفاء الذاتي والاستدامة في الزراعة وتطور التهديدات البيئية موضوعين أساسيين في المنتدى الذي انعقد تحت عنوان «إعادة التفكير في الأمن الغذائي العالمي». وسلط المنتدى الضوء على الزراعة الآمنة في جلسة نقاش حول الممارسات الزراعية الجيدة. وركزت الحلقة برئاسة الرئيس التنفيذي لشركة غلوبال جي إي بي في ألمانيا الدكتور كريستيان مولر على مناقشة نظم توحيد المقاييس المتاحة للمزارعين في جميع أنحاء العالم لتعزيز نهج الاستدامة في مواجهة تطور ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي. كما ركزت جلسات المنتدى على الإنتاج الحيواني الآمن وحلول الطاقة المتجددة في البستنة، فضلاً عن الأساليب البديلة للتغذية المستدامة للأحياء المائية. تقنيات إنتاج الدواجن تغري المستثمرين أكد المدير العام لجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية راشد الشريقي أن معرض الإنتاج الحيواني المرافق لمنتدى الابتكارات الزراعية يقدم فرص كبيرة للمستثمرين المقبلين على القطاع. وأوضح أن المعرض يعرض التقنيات الحديثة المستخدمة في المشاريع الحيوانية المتطورة سواء مزارع الإنتاج الحيواني أو الدواجن. ولفت إلى أن المعرضين الزراعي والحيواني يخدمان التوجه نحو حفظ الأمن الغذائي وجذب مستثمرين جدد إلى القطاع. وذكر أنه اشتُرط على العارضين تقديم التكنولوجيا الأحدث عالمياً سواء في الإنتاج الزراعي أو الحيواني. من ناحيتهم، أكد مشاركون وعارضون في معرض الإنتاج الحيواني الذي ينظم على هامش المنتدى العالمي للابتكارات الزراعية أن مزارع الدواجن في الدولة تتبنى أفضل التقنيات الحديثة في الإنتاج. وأشاروا إلى أن تلك التقنيات أسهمت في خلق توازن بين العرض والطلب في السوق المحلي، كما أنها تسهم في اجتذاب شرائح جديدة من المستثمرين الإماراتيين إلى القطاع. وأضافوا أن مزارع سوق الدواجن المحلية آمنة وخالية من مصادر البروتين الحيواني ومن أي مواد تضر بالإنسان، ما يشجع على تسويق المنتج المحلي إلى دول الجوار. وأكدوا أن هناك فرصاً كبيرة لزيادة الاستثمارات الموجهة لقطاع صناعة الدواجن لأغراض التصدير، خصوصاً أن الدواجن والبيض المصنعين محلياً يمتازان بمواصفات قياسية تجاري جميع المنتجات العالمية وتخضع لرقابة صارمة من الجهات الرقابية. وتلزم الجهات الناظمة مزارع الدواجن والبيض بمجموعة من المعايير العالمية على رأسها تدبير وسائل الأمن الحيوي للوقاية من الأمراض التي تصيب الدواجن وتنفيذ إجراءات صارمة للعزل في حال وجود إصابة بمرض معين. ومن المعايير تدبير أعلاف ذات قيمة غذائية عالية، ما ينعكس على المنتج النهائي وفحص المياه المستعملة في شرب الدجاج، إضافة إلى الالتزام بمعايير دقيقة لذبح الدجاج وغسله وتعقيمه. وكانت دراسة حديثة أجراها مركز خدمات المزارعين أظهرت زيادة في حصة المنتجات المحلية من الدواجن في السوق المحلي، حيث حقق المنتج المحلي معدل نمو سنوي ثلاث مرات من حيث كمية الإنتاج المحلي وخمس مرات من حيث القيمة في السوق. ويقف البيض والدجاج المحليين في صدارة المنتجات المحلية التي تستحوذ على حصة كبيرة من سوق الاستهلاك المحلي، ويستحوذ البيض على 54 في المئة من سوق الاستهلاك المحلي.