السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

الأمن والإعمار أولوية

أعلن المتحدث باسم قوات التحالف العربي العميد الركن أحمد عسيري أن المعارك الكبيرة لقوات التحالف العربي في اليمن أوشكت على الانتهاء، موضحاً أن المرحلة المقبلة هي لإعادة الأمن وإعمار البلاد، مشدداً على استمرار دعم التحالف لليمن حتى لا يتحول إلى ليبيا ثانية. وأكد عسيري من الرياض أمس أن المعارك توقفت تقريباً على طول الحدود السعودية اليمنية بعد جهود الوساطة التي أجرتها قبائل يمنية الأسبوع الماضي. وتقود المملكة العربية السعودية تحالفاً يضم دولاً عربية وإسلامية عدة وينفذ منذ مارس 2015 حملة عسكرية واسعة دعماً للشرعية في اليمن ضد ميليشيات الحوثي وأعوان المخلوع صالح الانقلابية، وبفضل دعم قوات التحالف تمكنت قوات الشرعية من استعادة القسم الأكبر من البلاد، فيما تسعى حالياً للتقدم لاستعادة العاصمة صنعاء من الانقلابيين. وأوضح العميد عسيري «نجد أنفسنا حالياً في نهاية مرحلة المعارك الكبيرة»، مشدداً على أن المراحل المقبلة ستشمل العمل على إعادة الاستقرار وإعادة إعمار البلاد، جازماً بضرورة الوقوف إلى جانب الحكومة اليمنية حتى تصبح قادرة على إقرار الأمن والسلام. وأشار إلى أن قوات التحالف العربي تعلمت من تجربتي الولايات المتحدة حين سحبت قواتها من العراق وأفغانستان قبل أن يكون البلدان قادرين على فرض الأمن. وأضاف أن السعودية لا تريد أن تقتدي بما فعلته القوات الغربية في 2011 عندما وجهت ضربات جوية في ليبيا للمساعدة في إسقاط حكم العقيد معمر القذافي قبل أن تنسحب تاركة الفوضى وراءها «لا نريد أن يتحول اليمن إلى ليبيا ثانية، لذلك علينا أن نقدم الدعم للحكومة والوقوف إلى جانبها مرحلة بمرحلة حتى تصبح قادرة على إقرار السلام والأمن واستقرار الشعب». وحول الوساطة بين القوات الحكومية والمتمردين التي أفضت إلى تراجع حدة المعارك، بين عسيري أن محادثات الأسبوع الماضي لم تكن «اتفاقاً مع الميليشيات»، لكن التحالف دعم الجهود لمصلحة الاستقرار في اليمن، لافتاً إلى أن وقف إطلاق النار أتاح إرسال مساعدات إنسانية إلى قرى على الحدود وأفسح المجال أيضاً لإزالة الألغام، مضيفاً أنه منذ ذلك الحين، وصلت مساعدات غذائية وطبية إلى صعدة، معقل الحوثيين. ولفت عسيري إلى أن قذائف ما زالت تطلق «بين حين وآخر» على جنوب المملكة، وأن التحالف يحتفظ بحق الرد، لكن عدد الهجمات عبر الحدود تراجع والوساطة القبلية أعطت مفعولها. من جهته، أكد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية الفريق علي محسن الأحمر أن الحكومة اليمنية والتحالف العربي ماضيان في استعادة مؤسسات الدولة كافة التي دمرتها ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، وبذل المستطاع لإعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن. على صعيد متصل، أكد قائد المقاومة الشعبية في مدينة تعز الشيخ حمود سعيد المخلافي أن تحرير الجهة الشرقية والشمالية لتعز بات قريباً. وأشار المخلافي إلى أنه يتم تسليم الجيش والسلطة المحلية أي معسكر أو مرفق يتم تطهيره من الميليشيات مباشرة. ميدانياً، عادت مئات الأسر التي نزحت هرباً من جرائم الميليشيات في تعز إلى منازلها، لتعود معها مظاهر الحياة اليومية المعتادة، فعاد الباعة، وفتحت المطاعم والمحال التجارية أبوابها رغم الدمار والخراب الذي خلفه قصف الانقلابيين. العديد من أهالي تعز سارعوا إلى ترميم محالهم قبل حصولهم على التعويضات الموعودة، فيما تطوع آخرون في مهام نزع الألغام، بينما عادت الدوائر الحكومية والمرافق الأمنية هي الأخرى لممارسة مهامها المعتادة.