الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

تجنـيـد الأطفـال .. صفحة في كتاب جرائم الحرب الانقلابية

لدى وقوعه في أسر عناصر المقاومة الشعبية في تعز، بدا الطفل فتح علي محمد يحيى الفقيه (13 عاماً) مثيراً للشفقة منكسراً، ولم تسعفه سوى الدموع. الطفل فتح واحد من مئات وربما آلاف الأطفال اليمنيين الذين سيقوا إلى جبهات القتال وجرى تجنيدهم من قبل جماعة الحوثي التي تستخدم الأطفال وقوداً لمعاركها الخاسرة. أغلب الأطفال المجندين هم ممن تسربوا من المدارس أو من المناطق التي لا تهتم بالتعليم، وقع فتح أسيراً بيد المقاومة الشعبية في تعز أثناء تقدمها في الجهة الغربية للمدينة في جبهة الحصب وبير باشا. فتح من محافظة ذمار يتيم الأب، استطاعت جماعة الحوثي استغلاله بسبب ظروف عائلته المادية الصعبة، ليُزج به مقاتلاً على الرغم من أنه لا يعرف طريقة الفرار ولا تكتيك الانسحاب، فبعض عناصر الميليشيا قتلوا بجواره والبعض الآخر لاذوا بالفرار على وقع أقدام المقاومة الشعبية، تاركين فتح وحيداً بين الخوف والضياع. أمسك به أحد أفراد المقاومة بكل هدوء للتخفيف من رعبه، وحاول آخر السير معه عبر ممرات آمنة بعد خط النار حتى أوصله إلى مكان آمن. بكاء الطفل لم يتوقف، وهو يصرخ بكلمات مرتجفة «والله لم أقاتل معهم، أخذونا من ذمار وقالوا إنهم سيوظفوننا في الجيش، مقابل راتب، أنزلونا إلى تعز، وأعطونا بنادق كلاشنكوف، وطلبوا منا أن نقاتل معهم». كان الطفل فتح يتلفت يمنة ويسرة خائفاً، لكن شباب المقاومة هدّؤوا من روعه وأعطوه ماء ليشرب، وقدموا إليه الغداء، حضر وقتها رامي الخليدي أحد القيادات الميدانية في المقاومة الشعبية في الجبهة الغربية للحديث مع فتح «نحن إخوانك لا تخف ولا تبكِ، نحن إخوة ولا تصدق ما قالوه لك، ستأكل وتشرب وسنعطيك ملابس، وتتصل بأسرتك وسنعطيك بعض الأموال لتستطيع الرجوع إلى أهلك». هناك الكثير من الأطفال الذين ماتوا وهم يقاتلون في صفوف جماعة الحوثي حسب منظمات حقوقية، وقد أسرت المقاومة الكثير من الأطفال. ووفقاً للقانون الدولي الإنساني والنظام الأساسي لمحكمة الجنايات الدولية، فإن إشراك الأطفال في أعمال مسلحة وتجنيدهم يعدان جريمة حرب، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في عدم اعتراف الانقلابيين بكل ما يتعلق بحقوق الطفولة، وما يترتب على ذلك من مآسٍ جسدية ونفسية لهؤلاء الأطفال المجندين.