الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

كي لا يتحول اليمن إلى مفرخة إرهاب

لا يختلف اثنان على ماهية الإرهاب والإفرازات الخطيرة التي أوجدها في العالم، فهو تمكن من إيجاد مؤيدين - وإن قلّوا - ساروا على نهجه الظلامي الدامي، فحللوا سفك دماء أقرب الأقربين في تأييد ونصرة من يعتقدون أنه الخليفة والإمام، وهم لا يعلمون حتى أصله وحقيقة دينه، في الوقت الذي تقول كل المعلومات إن تنظيم «داعش» ليس إلا نتاجاً جديداً من الإرهاب الذي اجتاح العالم، وجه لتدمير العزم العربي قبل الوحدة والإمكانات، فتفتيت الصف أكثر أهمية من تدمير القدرات العسكرية أو المنشآت، لذا فإن الدعم الذي لقيه هذا التنظيم مكنه من احتلال مناطق شاسعة في العراق وسوريا وليبيا، وحاول الدخول إلى مصر عبر سيناء، فدمر كل ما مر عليه من مدن وحياة، وعاث في الأرض فساداً. إن اليمن الذي اغتيل على يد من كان يدعي إنه حامي المصالح الوطنية فيه، وأداره أكثر من ربع قرن قام خلالها بجميع المفسدات التي أوهنت الجسد اليمني من الداخل، وقوض الوحدة الوطنية، وأذكى النعرات القبلية والتفرقة العنصرية، واستحوذ على جميع مصادر الدخل والقوة، ليضعها تحت يديه وفي جيبه وعند أقاربه، ليصبح اليمن خلال هذه الفترة من أكثر الدول العربية عوزاً وفاقة، في حين كان تدمير الشباب اليمني الواعد عبر السجون والتغريب والتعذيب والمخدرات هو السياسة التي اتبعها أعوانه. اليمن كان ولا يزال خاصرة الجزيرة العربية، والركن اليماني الذي يسند البنيان بأكمله، وليس ممكناً التقصير في الوقوف إلى جانبه في مواجهة الخطر الذي هدد كينونته وبقاءه، وسيطرة ما يوازي «داعش» على أراضيه من قوات الحوثي والمخلوع عفاش المدعومين من إيران الحاقدة، لجعله نقطة انطلاق إفساد مخطط له للمنطقة. لقد أوقفت عاصفة الحزم المد الإيراني في اليمن، وما زالت الفرصة مواتية لقطع رأس التمرد، وتجفيف مصادر الدعم الإرهابي القادم من إيران، ومن ثم دك معاقل الإرهاب وردم أوكارهم التي يقبعون فيها ويخرجون بين الفينة والفينة، قبل القبض على قادة الحوثيين وعفاش وأبنائه وجميع من كانت لهم الأيدي والمشاركة في قتل الشعب اليمني، وعدم السماح لهم بالمناورة السياسية أو التفاوض لإنقاذ رقابهم. إن المجتمع الدولي مطالب اليوم بالتكاتف والعمل الجاد المستمر للسيطرة على جميع المنافذ التي لا تزال تسرب الأسلحة والعتاد والمعدات والخبراء المرتزقة إلى أرض اليمن، لمقاتلة الشرعية وحلفائها وقتل المدنيين العزل بالتفخيخ والاغتيال والغدر، وهذه المسؤولية الدولية تحتم الوقوف الجاد إلى جانب الحكومة اليمنية الشرعية للعودة والسيطرة على جميع مقاليد الأمور في البلاد، ليعم الأمن ويعود الأمان والاستقرار والسعادة لليمن الحزين، وتفويت الفرصة على الطغمة الضالة في نشر الإرهاب أو العودة إلى النوم لتصحو من جديد بعد حين. لقد عانى اليمن من الإرهاب ما يقارب أربعين سنة، وآن له وللشعب اليمني أن يتخلص من الجماعات الإرهابية التي أبقته في جهل وتخلف وانتشار للفساد والأمية وضعف الخدمات، ما ولد بيئات مناسبة لتولد الأفكار والتيارات الإرهابية التي تهدد الاستقرار المحلي والدولي، وكان ظهور هذه الأورام السرطانية في جسد الأمة في العراق وسوريا وليبيا واليمن ومحاولة دخولهم إلى بلدان أخرى كمصر والإمارات والسعودية، أكبر دليل على هذه المسؤولية عالمية. نحن في دولة الإمارات نقوم بما يحتم علينا الواجب الديني والعروبي الوطني تجاه أشقائنا في اليمن الذين وقفنا إلى جانبهم منذ اليوم الأول لقيام الاتحاد، ووقفت بحزم وعزم ومسؤولية تجاه مجهود مكافحة الإرهاب فيها ودعم الشرعية بكل الوسائل المتاحة، بالتعاون مع الدول الإقليمية والمجتمع الدولي، وهي عازمة على مواصلة جميع تلك الجهود سواء الحربية أو السياسية أو على مستوى الإغاثة الإنسانية عبر الهلال الأحمر الإماراتي، الذي كان له نصيب في تقديم الشهداء من ضمن صفوفه على أيدي الغدر والخسة الحوثية، دون أن تفكر في التراجع أو الانتظار حتى انتهاء العمليات ودحر الحوثي، في عزم متقد لتطهير جميع الأراضي اليمنية، فالإمارات بلد قد نشأ على نبذ الإرهاب والتطرف والعنف والكراهية، لذا فنحن جميعاً نقول إننا لن نسمح أن يتحول اليمن إلى بؤرة لتفريخ الإرهاب في المنطقة. [email protected]