الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

استمع وليس العكس

نسمع بين وقت وآخر من بعض المقربين منا، شكوى عن تعثرهم في إيصال فكرتهم، أو عدم فهم الآخرين لهم، بل البعض يقول إنه لا يفهم الآخرين، ولا طريقة تفكيرهم، رغم أنه يحدثهم بدقة ويشرح لهم بالتفاصيل، ومثل هذه الشكوى واقع. وأتذكر قبل فترة من الزمن قصة روتها لي صديقة عن أحد مديري الشركات، كان شديد التذمر من فعالية الموظفين لديه، فلم يكن مقتنعاً بأدائهم وغير راضٍ أبداً عن إنتاجيتهم، ونظراً لتعليق الأخطاء عليهم، تسبب بأن يتم نقلهم لأقسام وإدارات أخرى بعيدة عنه، وأحضر موظفين آخرين، وهذه العملية، عملية النقل والاستبدال، أخذت وقتاً واجتماعات بين مختلف الإدارات في الشركة، ومعها ضاع الكثير من الوقت والإنتاجية والأرباح للشركة. المهم أنه في نهاية المطاف، وجد أن الفريق الجديد يعاني من نفس المشكلة، بل كانوا أسوأ من الموظفين السابقين، سواء في تنفيذ توجيهاته وتعليماته، أو في فهم رسالته وخططه، وبالتالي كانت مقاومة فريق الموظفين الجديد أكبر، فما هو الحل؟ هل يعود ويستبدلهم بموظفين آخرين وإضاعة المزيد من الوقت في عمليات تنقل وتعيين، وهدر المزيد من الأرباح للشركة؟ واضح أن الحل في إقصاء المدير نفسه، وإحضار مدير جديد، لأن هذا المدير ارتكب فضلاً عن خطأ إداري واضح، وقع في خطأ اجتماعي ونفسي بديهي قد يقع فيه موظف عابر، لكن الصعوبة في أنه مسؤول وتحت يده وإدارته عشرات من الموظفين. هنا تكون معضلة حقيقية. ببساطة الخطأ كان في كلامه الدائم، في حديثه المتكرر، دون أن يصمت ويحاول أن يسمع من الطرف الآخر، ويفهم آراءهم ووجهات نظرهم، لأنه إذا فهم موظفيه وتطلعاتهم وطريقة تفكيرهم وأولوياتهم، فسيسهل عليه التعامل معهم ومعرفة من أين يبدأ، هو لم يفعل هذا، فقط كان يتحدث دون أن يستمع. [email protected]