السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

عثرات الجحود الإنساني

أصيبت باضطراب نفسي يشعر الأصحّاء بدنياً بالعجز، فكان حلمها أن تصبح كفيفة، وبمحض إرادتها نالت ما تمنت، عالم لا تشعر فيه بنعمة البصر خال من الألوان البديعة، فأجرت عملية شديدة الألم لا تخلو من الجفاء الإنساني، فصارت فتاة عمياء بعد رغبات طفولة عاشتها بأسلوب حياة مماثلة لحياة المكفوفين. قصة الشابة الأمريكية (جويل شوبينغ)، دليل على التناقض الإنساني والفكر الشاذ في تجربة أشياء دامغة على محدودية عقله ورغبته الدائمة في جحد النعم، صحيح هو تصرف فردي وداء نفسي أصيبت به، ولكن يبقى وصمة عار في تجارب الإنسان المحاربة للمنطق والتجبر على نعم الخالق. قصة يلام عليها أطباء أقسموا ذات يوم على صون كرامة الإنسان، وأسرة لم تدرك التعامل الأمثل مع احتياجات اضطراب ابنتهم في هويتها الجسدية والحد من حاجتها في الشعور بالعجز، ومجتمع يقبل بالعيش في إعاقة فكرية وتجاوزات أخلاقية. تأثير هذه القصة منذ قراءتي لها، جعلني أستغرق في التفكر بماهية الشعور بالفقد والعجز بمحض إرادتنا، وشعور كل شخص يتمنى في استعادة جزء من نعمة الصحة والبصر، نعمة ندرك بها فضل الله تبارك وتعالى على عباده. هي مؤثرات إنسانية تلهمنا دروساً تعمقت في معنى حياة سقطت في اختبار عثرات الجحود الإنساني على نعمة لا نشعر بها حتى تُفقد. [email protected]