الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

سيناريو سواريز وهيغواين

أخفق أرسنال الإنجليزي مجدداً في إقناع أحد اللاعبين أصحاب الشرط الجزائي في عقودهم، عقب تعثره في ضم هداف الدوري الإنجليزي جيمي فاردي، في سيناريو مشابه لما حدث قبل ثلاثة أعوام، عندما تقدم الفريق اللندني بطلب لإدارة ليفربول لشراء النجم الأوروغوياني لويس سواريز مقابل 40 مليون جنيه إسترليني. وتوقع أرسنال، وقتها، قبول ليفربول العرض المغري بكل سهولة، بيد أن إدارة الأخير رفضت الطلب، لينتقل اللاعب في العام التالي إلى برشلونة الإسباني في صفقة قُدرت بـ 70 مليون جنيه إسترليني. أجهض ليستر سيتي حلم إدارة وجماهير الأرسنال في ضم نجم البريميرليغ جيمي فاردي، بعد تجديده للاعب لأربعة أعوام، ليقضي على طموحات المدفعجية في الاستفادة من خدمات النجم البالغ من العمر (29 عاماً). وأقنع ليستر سيتي فاردي بالبقاء داخل قلعة كينغ باور ستاديوم، ليضع حداً للشائعات التي أثيرت حول مستقل اللاعب الذي بات الأشهر في إنجلترا، بعد الموسم الاستثنائي الذي خاضه مع صاحب اللقب. ولم يكتف أرسنال بتكرار خطأ صفقة سواريز فحسب، بل إن إداة الفريق الملقب بـ ( المدفعجية) فشلت في تقدير الوقت المناسب لتقديم عرضها المغري، حيث كان اللاعب يستعد للسفر مع المنتخب الإنجليزي للمشاركة في نهائيات بطولة الأمم الأوروبية الحالية، ليفضل اللاعب لاحقاً البقاء مع ناديه. تضليل بدا واضحاً تعرض الأرسنال للتضليل من قبل وكلاء اللاعبين، حيث تعاملت إدارة النادي مع الصفقة بشيء من السذاجة، إذ كان يتوجب عليها التأكد في المقام الأول من عقد اللاعب مع ناديه، ومدى رغبته الفعلية في تحسينه أو زيادة راتبه أم لا، فمن المعروف أن مثل هذه الصفقات لا تقدم إلا اذا كان لدى النادي الأصلي، أو اللاعب رغبة في الأمر. وزاد من تعقيد الصفقة الضغط النفسي الذي تعرض له اللاعب، إذ تحتم عليه الاختيار في أقل من 48 ساعة لم يحسن أرسنال استغلالها للحديث إلى اللاعب مباشرة، خصوصاً أنه كان يستعد للمغادرة مع منتخب الأسود الثلاثة للمشاركة في يورو 2016. ويبدو أن القائمين على الأمر في أرسنال سادتهم ثقة مبالغ فيها بعدم تفويت اللاعب، الذي تفجرت موهبته في العام الماضي، الفرصة بالرحيل إلى ملعب الإمارات. خيارات مع فشل صفقة فاردي بات طموح المدفعجية في التعاقد مع مهاجم قوي، إلى جانب الفرنسي أوليفي جيرو مهدداً، خصوصاً أن الفريق ظل يبحث طوال الموسمين الماضيين عن لاعب يمكنة سد الفراغ الذي خلفة الهولندي فان بيرسي. ويبدو أن الفريق اللندني سيضطر أخيراً إلى النظر في الخيارات الأخرى المطروحة في سوق الانتقالات، وربما يطرق أبواب ريال مدريد لخطب ود المهاجم الإسباني ألفارو موراتا الذي يقدم مستويات قوية حالياً مع منتخب لاروخا في بطولة الأمم الأوروبية الجارية. نحس من جهة أخرى، ظل النحس ملازماً للمدير الفني للمدفعجية الفرنسي آرسين فينغر في العثور على مهاجم يلبي طموحاته وأنصار الفريق، منذ بيعه النجم الهولندي روبن فان ييرسي لمانشستر يونايتد قبل أربعة مواسم. واقترب المدفعجيه في 2013 من إنجاز صفقة المهاجم الأرجنتيني غونزالو هيغواين مقابل 23 مليون جنيه إسترليني، إلا أن مغالاة ريال مدريد الإسباني، ورفعه قيمة اللاعب إلى 30 مليون جنيه إسترليني حالت دون ذلك. واحتج المدرب الفرنسي على تصرف النادي الملكي، لكن يبدو أن العجوز الفرنسي شعر بالندم، عقب تألق اللاعب في الدوري الإيطالي مسجلاً 91 هدفاً بقميص نابولي، عبر المواسم الثلاثة التي قضاها في الكالشيو. وتكرر الأمر ذاته، عندما توقف أرسنال أيضاً عن السعي خلف النجم لويس سواريز عقب رفض ليفربول عرض الـ 41 مليون إسترليني، إلا أن الأداء الذي يقدمه الأوروغوياني حالياً مع برشلونة الإسباني جعل أنصار الفريق اللندني يتحسرون علي ضياع الصفقة، ملقين باللوم علي فينغر المتسبب في رأيهم في ضياع الموهبة الأوروغويانية. أسباب كثيراً ما تساءلت جماهير أرسنال عن سر إحجام ناديها عن التعاقدات الكبيرة مثل الأندية المنافسة الأخرى، وهو التساؤل الذي كثيراً ما فسرت أسبابه بغياب التمويل المالي من قبل إدارة النادي الكبير. بيد أن الوضع يبدو غير ذلك، إذ يتعلق الأمر بالمدرب الفرنسي الذي كثيراً ما حال دون تحقق الكثير من الصفقات بسبب تراخيه، وعدم حسمه للتسجيلات في فترة مبكرة، ما يترتب عليه دخول أندية أخرى ومزايدتها، التي تنتهي بإفشال الصفقات المرصودة من قبل أرسنال. ويعي أرسنال أن المنافسة ستكون على أشدها في سوق الانتقالات الصيفية، خصوصاً على المهاجمين ذوي الجودة العالية، إذ يجب على النادي الباحث عن بطولة الدوري الإنجليزي منذ عام 2004، أن يضع في الحسبان قرارات اللاعبين قبل تقديم عروضه. وينبغي على فينغر أن يكون مستعداً للتخلي عن سياسته المالية الصارمة، إذا ما أراد جلب مهاجم بديل للفرنسي أوليفيه جيرو يضمن له اللقب، لأنه إن فشل في الموسم المقبل في ذلك، فلن تكون أمامه الكثير من الخيارات سوى حزم حقائبه والرحيل.