الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

التداوي بالماء .. كيف ولماذا؟

التداوي بالماء عادة عند الإماراتيين ومعظم الخليجيين وبعض العرب، وهو ليس حكراً على المسلمين، ولا على الذين يعيشون قرب نهر أو بحر، إنه مسألة كونية تجدها ضمن ثقافات معظم الشعوب باختلاف دياناتهم. عيون يستشفي بها الناس كعين زمزم، فيما توجد عيون أخرى في اليابان، وأخرى تشبهها في المكسيك، وبحر يغسل ملحه الطاقة السلبية كجميع بحار العالم، ونهر يطهر الناس من أوزارهم مثل الكانج عند الهندوس، أو نهر يغطس فيه الطفل لتزول عنه الخطيئة الأصلية كنهر الأردن عند المسيحيين. وفي كل الثقافات أيضاً يطرد الجن من الأماكن المسكونة بماء مقروء عليه، وعندنا الغسل والشرب منه يشفي من المس والحسد، بين قوسين يطرد الطاقة السلبية، «وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً ليُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ» الأنفال:11. ربما لهذا السبب الذي في الآية يجمع بعض الناس ماء المطر للتداوي به! ومن طقوس التداوي بالماء نظام غذائي قائم على الماء، بمعنى ضرورة شرب الماء حين الشعور بالجوع في غير وقت الوجبات، لأن ما تشعر به هو العطش وليس الجوع!! وأخيراً، ليس بالضرورة ذكر أن أسطورة إكسير الحياة هي مجرد ماء!ٰ قبل سنين عرفت أن للماء ذاكرة، وأن ذاكرة الماء هي التي تجعل منه ماء ساماً أو ترياقاً، فوفقاً للدراسات في فيلم وثائقي شاهدته، تتعرض جزيئات الماء للعنف جراء تحلية الماء أو تعبئته، أو حتى توصيله للبيوت عبر الأنابيب، هذا العنف يجعل الماء فاقداً للحياة، إن لم يكن ساماً! بينما تظل تركيبته الكيميائية كما هي H2O، فالمسألة في تركيبة بلوراته هي التي تغيّر صفته. بعد الفيلم فهمت لماذا كان التداوي بالماء شافياً، وفهمت أيضاً لماذا أحسست بالراحة لمّا شربت خطأ من ماء قرأت فيه أمي لصديقتي. عرفت حينها أن القراءة هي التي تجعل من الماء ترياقاً شافياً، وليس لأنه قرئ فيه باسمي أو اسمها، فالقراءة ليست سحراً، إنما هي كلمات إلهية إيجابية تجعل بلورات الماء شافية! بعد معرفة كل هذا فهمت معنى الماء الطهور المذكور في القرآن، إنه الماء المداوي، وهو غالباً ماء المطر، «وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً» الفرقان:48. إذاً الماء الطهور هو الماء الذي لم تتعرض ذاكرته لأذى، أي لم يتسمم بالعنف البشري. [email protected]