السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

متلازمة الأزمات والتألق

عندما وصل النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش إلى باريس سان جيرمان الفرنسي في 2012 قادماً من ميلان الإيطالي، لم يُسر كثيراً بما شاهده من مرافق خاصة بالتدريب، ومقرات اللاعبين داخل النادي الباريسي، خصوصاً وجبات الطعام، ما دفعه إلى الحديث مباشرة مع رئيس النادي الذي لم يتردد في تلبية رغبات الهدّاف السويدي، لينتهي الأمر باستبدال رئيس الطهاة، على الرغم من أنه كان يعمل بميزانية قدرها 15 يورو فقط لكل لاعب، علاوة على وضع خطط جديدة من قبل الإدارة لمسرح التدريبات ومقر اللاعبين وتحسين والوجبات. ويتعطش العملاق السويدي دائماً للإتقان أينما حل، ما يميز شخصيته التي تجعل البعض يصفه بالصعب المزاج، إذ يطالب نفسه بتلك الدقة، ويدفع من حوله كذلك، ولعل تلك الصفات هي ما جعلت المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو يصرّ على التوقيع معه عقب توليه مهمة تدريب مانشستر يونايتد الموسم الجاري. وانضم صاحب الـ (34 عاماً) إلى النادي الإنجليزي في صفقة انتقال حر قادماً من سان جيرمان عقب نهاية عقده الذي استمر لأربعة مواسم، خاض فيها 122 مباراة، وسجل 113 هدفاً. ولا يبدو أن مهمة هدّاف الدوري الفرنسي، الموسم الماضي، تقتصر على قيادة هجوم مانشستر يونايتد الذي ظل يعاني طوال المواسم الماضية فقط، بل يتعداه إلى رفع معايير الأداء والحياة داخل أسوار قلعة الأولد ترافورد، ما سيساعد البرتغالي في إعادة روح الانتصار التي يبدو أنها تلاشت داخل النادي العريق. حدة طوال فترة إبراهيموفيتش في حديقة الأمراء في باريس، كان دائماً يتطلع إلى تحقيق الانتصار في جميع المباريات، الأمر الذي جعله يزعج زملاءه في أغلب الأحيان أكثر من الخصوم، في سبيل تحقيق تلك الغاية، كما حدث مع بداية وصوله إلى الفريق الباريسي صيف 2012، ووجّه سهام النقد إلى لاعبين بين شوطي المباراة التي جمعتهم مع فريق تروا محتجاً على المستوى المخيّب للآمال الذي قدموه «أطفالي يستطيعون اللعب أفضل من ذلك». ويصف نجم إنتر ميلان السابق الإيطالي ماركو ماتيرازي اللاعب السويدي بالطامح نحو الفوز دوماً «إنه يريد الانتصار في كل وقت، ليس من السهل عليه تقبل أخطاء الآخرين، ربما يهين زملاءه نتيجة أخطائهم». وأردف ماتيرازي الذي لعب مع زلاتان في الإنتر بين عامي 2006- 2009 «أذكر أنني أضعت ركلة جزاء في إحدى المباريات، فجعلني أعاني من ذلك الخطأ طوال الأسبوع». وأضاف «لا أتفق معه كثيراً في التعامل بتلك الطريقة، فعندما يخطئ زميلك في الفريق عليك مساندته لتجاوز الأمر وليس توبيخه». مقارنة يولي إبرا جميع تفاصيل حياته الرياضية قدراً كبيراً من الجدية التي تدخله في بعض الصراعات أحياناً، فإحدى المشاكل الرئيسة التي كانت تواجه مدربه في سان جيرمان لوران بلان أثناء فترته في النادي الباريسي هي صعوبة إقناع اللاعب بالراحة، حتى أثناء فترات التوقف والعطلات الرسمية. ويقارن بلان بين نجم الفريق المنتقل حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز وأحد أساطير الكرة الفرنسية إريك كانتونا في القرن الماضي «زلاتان لديه شخصية مذهلة، ولا يمكن مقارنته في كرة القدم إلا مع إريك كانتونا». وزاد «لاعبون مثل كانتونا وإبرهيموفيتش لهم وجود نادر في عالم كرة القدم، فهم يمتلكون هالة من التأثير في جميع من حولهم». صراع وإلى جانب إمكاناته الشخصية والفنية «هداف الدوري الفرنسي برصيد 38 هدفاً الموسم الماضي» دائماً ما يميل إلى خوض حروبه الصغيرة الخاصة، والتي يمكن اعتبارها دافعه للاستمرارية. وظل اللاعب القادم من ضواحي مدينة مالمو السويدية يصنع التوتر أينما حل، ولا تمر عليه فترة حتى يدخل في معركة، سواء مع زميل له أو وسيلة إعلام، كما حدث مع صحيفة إفتونبلاديت السويدية التي ظل مقاطعاً لصحافييها لأكثر من ستة أعوام، ما يجعله أقرب إلى شخصية المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو الذي سيحاول لاعبو اليونايتد اكتشافه. لكن، يبدو أن علاقة اللاعب المثير للجدل بدأت تتحسن في الفترات الأخيرة مع محيط، وتحديداً، وسائل الإعلام، بعدما صار أباً لطفلين من شريكته السويدية هلينا سيغر، واللذين ربما يلعبان دور المُهدئ لشخصية اللاعب الذي لم يكن على كثير من الوفاق مع الصحافة. إنجازات يمتلك اللاعب ميزة الفوز بالألقاب شأنه شأن المدرب البرتغالي، فعندما فاز باريس سان جيرمان على مرسيليا في نهائي كأس فرنسا في مايو الماضي، كانت تلك البطولة تحمل رقم (30) في مسيرة اللاعب، والتي جمعها مع ستة أندية في أربعة بلدان مختلفة اثنين منها كانت تحت قيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو في فريق إنتر ميلان الإيطالي موسم 2008 - 2009. ويأمل الشياطين الحمر، مع عودة الثنائية بين الهداف السويدي والمدرب البرتغالي، إعادة مانشستر يونايتد إلى طريق البطولات، خصوصاً الأوروبية التي ظلت عصية عليه طوال أعوام، لا سيما أن الفريق في حاجة إلى لاعب في قيمة زلاتان.