الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

روح غالية

لا يمكن تجنب الحوادث بأية حال من الأحوال، وكلما زاد العمل زادت الفرص لحدوثها. وإن التعامل مع تلك الحوادث يحتاج الكثير الكثير من العمل الحقيقي على الأرواح، تلك الأرواح التي تدرك أن العمل جزء كبير من وطنيتنا وأننا نحمل هذا الوطن على جباه لا تخشى المخاطرة حين يناديها الواجب، وأننا نذوب قيادة وشعباً ونقف صفاً واحداً إن دهم هذا الخطر أياً كان حمانا. تلك الملاحم الوطنية لا تؤمن بالمناصب ولكنها تؤمن بالصدق والإخلاص والوفاء والعزم على بذل الغالي مهما كانت الظروف، تؤمن أن تشكل الأحلام على الواقع لم يكن ضرباً من ضروب الحظ، بل العمل في كل لبنة وكلمة نضعها في صرح هذا الوطن الغالي الإمارات، وأننا نورث أبناءنا كلمات كتبت من نور لتضيء طريق الحياة أمام أجيال ستأتي، وأننا نصنع الوقت ونختصر الأزمان بالهمم. روح غالية تلك التي بذلتها يا جاسم في سبيل إنقاذ أرواح بريئة مسافرة، وبها سافرت روحك لكنها تنبض بنا جميعاً، تلهمنا وتعلمنا أن نكمل المسيرة أينما كنا، وأن أرواحنا بُذلت قبل مدة في الشهادة للحق والأمان. لا ننساها فهي سطرت نورها على جبين كل من يحب الأرض الطيبة، ويؤمن أن هنالك عيوناً تسهر كي ينعم الوطن بالأمان وكي يصحو على أغاريد الأطيار سالماً منعماً غانماً بالحب، فخوراً بالأرواح التي تعطي لتستمر الحياة، وأن كل ما يمنحنا هذا الوطن قيّم جداً ويستحق أن نحافظ عليه اسماً وعملاً لا ينتهي ليمنح العالم أنموذجاً يتسامى. رحمك الله يا جاسم، وسلّم بك وبنا ولنا أرواحنا الغالية التي لن تنساك. [email protected]