الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

لا تهرب من إنسانيتك

بطريقة أو بأخرى نسمع شكاوى وتذمر الآخرين، وأردنا أو لم نرد ستصلنا شكواهم ونحيبهم وأيضاً تذمرهم، بعض من كلماتهم يحمل بعضاً من الواقع والصحة، وبعضها الآخر فيه مبالغات وتهويل، ولكن في المجمل تمر بنا جميعاً بطريقة أو بأخرى مثل هذه الشكاوى. ليست المشكلة في السماع ولا في أن يأتي أحدهم ويفصح عما يجول في خاطره وقلبه، ولكن المشكلة الحقيقية عندما يأتي أحدهم يشكو لك ألمه وهمه، يشكو لك قلة حيلته وحيرته، عندما يأتي أحدهم ويختارك لتكون الناصح والموجه لموضوع حساس وحزين، مثل الموافقة على إجراء عملية جراحية خطيرة لابنه أو لاتخاذ قرار مصيري يتعلق بحياته، هنا تشعر وكأنه يخرج المسؤولية من قلبه وعقله ويقذف بها نحوك، كأنه يحاول التخفيف على كيانه بتحميلك حملاً ليس حملك. لكن لا بأس، فهذا دور الحكماء، وهذا واجب طيبي القلوب. بعض من الناس لا يلجؤون إليك إلا لأنهم لمسوا فيك الحكمة والذكاء، شعروا بأنك أفضل حالاً منهم وأفضل علماً ومعرفة، لذا هم ينشدون هذه الأفضلية، لذا يجب علينا عدم التبرؤ وعدم الهروب من هذا الواجب الإنساني، امنح كل من يقترب منك، كل من يسألك، امنحه الأمان، طمئنه، أعطه الأمل. فهذه النوعية من الناس وفي تلك اللحظات يكونون في أشد الحاجة إلى سماع كلمة تفاؤل، وكلمة غداً أجمل. لكن لا تهرب من واجبك، لا تهرب من إنسانيتك أبداً. [email protected]