رمضان في ويست بالم بيتش

أول يوم من الشهر الفضيل، ولأول مرة أكون خارج الوطن في شهر رمضان، ولا أتخيل أن تمضي أيام الشهر برحمة الله بغير الكثير من التفاصيل، صوت الأذان، وجود الأهل على سفرة واحدة، لقيمات أمي، هريس بيت جارنا، رحمه الله، والكثير من التفاصيل التي وكأني أستعيدها في مراحل حياتي كلها .. ذلك لأنني بعيد، حتى الأشياء البسيطة مثل بائعي السمبوسة وزينة المحال التجارية والفوانيس في الشارع والأضواء والخيم التي تجمع الصائمين للفطور في المساجد ومظاهر الرحمة المختلفة، ملعب الطائرة في حينا وخيمة مضاءة على الطريق. وأنا هنا في ويست بالم بيتش لا أعرف كيف تستقبل مدينة غريبة كل الغربة شهر الخير، لولا أنني أفهم أن صدورنا هي التي تستقبله وتعيشه خارج المكان، ولا أتخيل أنني لا أجد الكثير من الأماكن مشرعة الأبواب حتى الفجر كي يتسحر الصائمون والكثير أيضاً منها أن الوقت لن يمهلني فرصة الانتظار أمام التلفاز ومشاهدة البرامج قبل الأذان ومدفع الإفطار القريب من منزلنا. والشاهد من كل ذلك أنكم تعيشون لحظات غالية أيها الأحباب، فاستشعروها بكل أحاسيسكم لأن هنالك من ترهقه الغربة، فلا يكاد يلامس القليل من هذه اللوحات التي تغمركم بالإيمان والحياة والرحمة والعلاقات الإنسانية التي تأتي لتجددنا كل عام، وكأنها تمطر القلوب التي جفت لتهتز وتربو، فتكون يانعة من جديد بعد هذا الشهر. ولعلنا لا ندرك روعة الأشياء والتفاصيل إلا حين نبتعد عنها، فندرك كم هي غالية علينا وأننا في خير كبير حين نعيشها بكل ما نملك .. أعاننا الله على صوم شهره وذكره وكل عام وأنتم بخير. [email protected]