الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

أمسك عليك قلمــك

يسير الإعلام موازياً للتوجه الوطني وإن اعترض على نقطة ما أو تمنى أن يكتمل نقص في جانب معين، أو أن تطال العقوبات المقصرين فيه. وفي حالة الأزمات السياسية، يكون الإعلام حاضراً لنقل المشهد وفق ما تؤول إليه مجريات الأحداث. وما أن نقلت التقنية الحديثة المنصة من على مساحات الصحف الورقية، ومن أمام الحشود الجماهيرية إلى شاشات الهواتف والأجهزة الذكية الأصغر مساحة حتى فتحت باب المشاركة المنظمة وغير المنظمة على مصراعيه بالرأي وإن لم تتوافر له كافة المعلومات والحقائق. وإن كنت الآن أقرب مما مضى للإدلاء بدلوك في قضية معينة، فستتاح لمعارضك الفرصة ذاتها في التعبير هو الآخر عن رأيه. ويعتبر قرار كل من السعودية والإمارات والبحرين بوضع عقوبات قانونية للتعاطف مع سياسة قطر الإرهابية في وسائل التواصل الاجتماعي أخيراً، دليلاً على أن التأثير في المشهد السياسي لم يعد مقتصراً على إعلام وطني يسير جنباً إلى جنب الوطن، وإعلام معاد يعاكس السير. لكن أصبح لبعض الرأي الداخلي المعارض الذي يشق الصفوف ويسير باتجاه مغاير في وقت حرج، تأثير مرهق على كاهل أي دولة كانت. فما بالك إن كانت حربها ضد الإرهاب ومموليه في دول عدة. وحين يكون الخلاف السياسي مع دولة شقيقة، يصبح التعبير عن الرأي أكثر حساسية. فيزن المطففون في الحقوق كلماتك بميزان، ونياتك بميزان آخر. وإن لعب العازفون على وتر الإنسانية هذه المرة قصيدة «الإخوان» قبل الأوطان، لا لشيء سوى أن يضعف تأثير كلمة الدولة بعد التلاعب بعاطفتنا التي يعرف عنها القاصي قبل الداني، فلا يمكننا أن نخبئ الشمس خلف قطعة حجر. ولأن بحيرة الحدث السياسية لا تركد مطلقاً، فقذف المزيد من الحجارة على سطحها بناء على تكهنات قد لا تمت للواقع بصلة سيزيد من طين التعقيد بِلة. يقول أدلاي ستيفنسون «إن من يفسدون الرأي العام مذنبون بالقدر ذاته، مثل أولئك الذين يسرقون من المال العام». وإن كنت ـ أيها المواطن غير المواطن - شوكة في خاصرة وطنك في وقت السلم؛ فإننا باعتبارنا مواطنين نطلب منك أن تمسك عليك قلمك في وقت البلبلة قبل أن ينقلب الحبر على صاحبه. [email protected]