الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الوعي السياسي

الوعي السياسي هو ضرورة ملحة، وتقع على عاتق كل فرد بأن ينأى بنفسه عن الجهل والتعصب لأفكار ضيّعت جادتها في مرحلةٍ أبسط ما يمكن وصفها بالفوضوية ومنعطفاتها المضللة، وكما يقولون «الاستعداد الجيد يخفف الصدمات». البحث عن الحقيقة وضدها يفتح لك آفاقاً أوسع لتصنع حقيقتك وحدك فلا تُساق كالشاة من قِبل إعلام مضلِل وأفراد يزيفون الحقائق لتخدم أجندات مشبوهة. في ظل الازدحام التكنولوجي وثورة التواصل الاجتماعي أصبح فضاء الإعلام يغزو بكل ما تحمله الكلمة من معنى، المجتمعات حتى المنغلقة منها، وتعدّى دوره في الترفيه والتسلية أو حتى في نقل الحدث وتحليله، ليصبح الإعلام الآن أداة لخلق «الرأي العام» الذي يُحدث التغييرات في المجتمعات المُستهدفة. والرأي العام ليس شرطاً أن يتكون من النخبة والمثقفين والمحللين أو ذوي الخبرة، إنما هو عبارة عن دعوات ضمنية أو صريحة متراكمة. عندما يستهدف الإعلام دعوة ما أو مجتمعاً ما فإنه يتخذ سياسة واحدة فقط وهي «التكرار» .. وتراكماته التي تجعل الفرد مدهوشاً ومنقاداً بدون أن يشعر لكل ما يبثه ذلك الإعلام من سموم، ومهما كان الفرد مُحصناً من مجتمعه وبيئته فإن الانقياد اللاإرادي سيحدث رغماً عنه. لا يخفى على العاقل والجاهل والصغير والكبير أن الإمارات هي أكبر مُستهدف للإعلام المشبوه ذو الأجندات الخبيثة. وزادت وتيرة الدعوات المسمومة ضد الإمارات وأصبحت مكشوفة بعد أن نسفت أحلام تنظيم الإخوان المسلمين الدولي ومحاكمة أعضائه وإحلاله وتصنيفه تنظيماً إرهابياً على مستوى الدولة بشكل مبدئي. هناك من يتحسسون من مجرد تلقي أي معلومات يقولون إنها «سياسية» ولا ناقة لهم ولا جمل فيها «واترك السياسة لأهلها»، هؤلاء أضعف من أن يخدموا أوطانهم لا على الجبهة الحدودية الجغرافية ولا الجبهة الداخلية. نعم تختلف الرؤية للأحداث من منظور الدولة ومنظور الفرد، السياسة لها أهلها لكن الوطن للجميع. فعندما نكون مطلّعين على مجريات ما حولنا فإننا نعزز دفاعاتنا عن الوطن على الجبهة الداخلية فلا نعيش بجهل و«نتبلّم» عند أول نقاش مع مستنشقي سموم الإعلام الممنهج الخبيث. وكما قال رسولنا الكريم: «استفتِ قلبك ولو أفتاك الناس»، ودائماً ستجد الوطن يساراً جهة القلب.