الأربعاء - 08 مايو 2024
الأربعاء - 08 مايو 2024

الدوحة عدوة الحريّات الدينية

تتزايد عزلة الدوحة على المستوى الدولي مع مواصلة تنظيم الحمدين التآمر على دول الجوار، والتنكيل بالمواطنيين القطريين وآخرها حرمانهم من السفر جواً لأداء فريضة الحج، وهو الأمر الذي فجر موجة غضب من قبل المنظمات الحقوقية، تزامناً مع دعوات بحرينية لمقاضاة حكام قطر نظير دعمهم الموثق لعمليات التخريب. وقدمت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، شكوى عاجلة إلى المقرر الخاص بالحريات الدينية للأمم المتحدة والمفوض السامي لحقوق الإنسان ضد دولة قطر، على خلفية منعها لمواطنيها من الحج هذا العام. ورفضت السلطات القطرية جدولة رحلات الطيران السعودي لنقل الحجاج القطريين من مطار حمد الدولي في الدوحة، وذلك جراء عدم منح السلطات القطرية التصريح لطائرات السعودية بالهبوط على الرغم من مضي أيام عدة على تقديم الطلب. ونبهت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، إلى أن قطر تمارس بهذا المنع انتهاكاً خطيراً وفادحاً لحق مواطنيها في ممارسة الشعائر الدينية وأهمها الحج. وأشارت الشكوى إلى وجود شكاوى وتذمر وسخط كبير وسط الحجاج القطريين، بسبب منعهم من الحج العام الجاري. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، قد أعطى أمراً بالسماح للحجاج القطريين بالدخول من دون تصاريح إلكترونية. وشملت الأوامر الملكية أيضاً نقل الحجاج القطريين من مطار الملك فهد الدولي في الدمام ومطار الإحساء الدولي، على نفقة خادم الحرمين الشريفين. وأمر الملك سلمان بن عبدالعزيز بإرسال طائرات خاصة تابعة للخطوط السعودية إلى مطار الدوحة لنقل الحجاج القطريين على نفقته الخاصة إلى مدينة جدة، واستضافتهم ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة. وجاءت هذه الإجراءات بعد وساطة أجراها الشيخ عبدالله بن علي بن عبدالله بن جاسم آل ثاني. ودعت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، إلى مناقشة الانتهاك القطري للحريات الدينية بجلسات مجلس حقوق الإنسان بدورته الـ 36 المقبلة في جنيف من 11 إلى 29 سبتمبر المقبل. وفي سياق ذي صلة، طالب النائب الأول لرئيس مجلس النواب البحريني، علي العرادي، حكومة بلاده بمقاضاة الحكومة القطرية لتورطها في دعم الجماعات المتطرفة في البحرين. وأكد النائب العرادي ضرورة مطالبة الدوحة بتعويضات لكل المتضررين من التورط القطري في دعم الإرهاب. وحض العرادي الحكومة البحرينية على تشكيل لجنة مركزية تتلقى شكاوى المواطنين المتضررين، على وجه الخصوص والسرعة، للنظر في حجم الأضرار التي لحقت بالوطن والمواطنين جراء الدعم القطري للإرهاب والجماعات المتطرفة. واقترح النائب تشكيل فريق قانوني متخصص لرفع دعاوى على إثر تدخل قطر السافر في الشؤون الداخلية للمملكة، ومخالفتها قواعد حسن الجوار، ومخالفتها الصريحة للمواثيق القانونية المحلية والإقليمية والدولية. وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، بسبب دعمها للإرهاب وعملها بشكل مستمر على تقويض الأمن الخليجي والعربي، فضلاً عن تعاونها مع إيران. وكان تلفزيون البحرين قد بثّ مساء الإثنين، تقريراً وثائقياً جديداً عن أكاديمية أسستها قطر، بهدف تجنيد شبان عرب في مشاريع لزعزعة استقرار دولهم، في دليل جديد على النهج التدميري للدوحة في المنطقة. وتتضمن الفيلم الوثائقي شهادات من شبان شاركوا في ما تطلق عليها الدوحة أكاديمية التغيير، وذلك تحت شعارات رنانة مثل التغيير والنهضة، لكن الهدف النهائي بحسب المشاركين كان نشر الفوضى. وأكاديمية التغيير، إحدى المنابر التي وظفتها الدوحة كقوة ناعمة للوصول إلى غاياتها، في إطار نهجها القائم على التدمير تحت ستار التغيير، لتحقيق أهدافها وأجندتها في محيطها العربي. وفي التقرير، كشف شابان بحرينيان خاضا التجربة داخل الأكاديمية التي تتخذ من النمسا مقراً لها، المستور عما يدور داخل هذه المؤسسة المشبوهة وأهدافها غير المعلنة. وتحدث في التقرير يوسف البنخليل، وهو أحد المتدربين، عن تجربته في الأكاديمية وأهدافها في إسقاط النظام في البحرين. والفكرة الأساسية التي يتم تدريب المنضمين للأكاديمية عليها، هي استخدام أساليب غير عنيفة، يتولون هم لاحقاً نقلها لبلدانهم لإحداث التغيير المطلوب. وتستخدم الأكاديمية الإنترنت ووسائل التواصل والإعلام وحتى الألعاب الإلكترونية في عمليات التدريب للشباب، وتوفر التدريب مقابل مبالغ مالية تعد زهيدة مقابل الخدمات التي تقدمها لهم. والمتدرب الثاني عبدالعزيز مطر، الذي أكد في شهادته أن هدف الأكاديمية الحقيقي هو زعزعة استقرار دول المنطقة، ولا سيما الخليج العربي. واللعب على التناقضات وتوظيف الخلافات الدينية والطائفية والمذهبية داخل المجتمعات، هي محاور التدريب والتجنيد داخل الأكاديمية، وهو تماماً ما حاولت الدوحة في البداية تطبيقه على الأرض في البحرين، كما اكتشف المتدربون. وعلى الرغم من أن البحرين كانت على رأس الأهداف في المحيط الخليجي، إلا أنها لم تكن الهدف الأساسي أو النهائي للمخطط، بل كانت السعودية هي هدف الرهان القطري بعد إضعاف كل جيرانها. يشار إلى أن أكاديمية التغيير ليست مؤسسة وحيدة، بل واحدة من عشرات المراكز والمؤسسات والمنابر الأكاديمية والإعلامية، التي أسستها قطر ضمن مشروعها لضرب استقرار دول المنطقة وتمكين تيارات موالية لها مثل جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية.