الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

أ(خط)أ

أحفظُ ملامح كل حرفٍ على حدة وبلا خِلاف، في لوحةٍ فنيةٍ تجيد الاختلاف، وترتفع كأنها ربوةٌ فوق عالم اللغة العربية بمقدار ذراعين تقريباً، لتقسم لي إنّ ما أراه ليس تدريباً ولا تجريباً ولا تهريباً ولا تغريباً، وإن انسياب الأحرف أمامي ليس تسريباً ولا تشريباً ولا تخريباً ولا تثريباً. لذلك رسمتُ على فلكِ جبيني أبجديةً بلا كتلة ولكنها تشغل حيزاً من الدماغ، ثم حملتُ رأسي بين يديَّ ومشيتُ صفحةً كاملةً لوحدي! أجوب السطور المتنافرة المتناثرة لأنفّذ وعدي، وأرسمُ من خيالي [كلمةً تبدأ بحرف الألف وتنتهي بنفس الألف]، لتبدو مثل سحابةٍ تتشكَّل كما تشاء المُخيّلة، فقد يُصبح شكل الكلمة أشبه بذراعين تعانقان السماء، أو بمنزلٍ تحيطه الأسوار، أو بشوكةٍ كُسرت من أوسطها، أو قرنين أو إصبعين، أو أي شيءٍ آخر، يظهر من الآخِر. مثلاً كلمة ا(قر)أ، حيث نستطيع أن نقسِّم الكلمة إلى أربعة أجزاء تتشابه في ترتيب الأحرف، دون تغيير مكانها، وتختلف تماماً في معناها، أي كمن (أقرّ) بحذف الألف الأخيرة، أو (قرأ) إزالة الألف الأولى، وربما (قرّ) قَلب الأَلِفين بحذفهما معاً، حتى (أقرأ) بنفسي إضافتهما مجدداً، وكذلك هو الحال في أ(بد)أ، وأ(هد)أ، وأ(صد)أ، وأ(مل)أ، وأ(لج)أ، وأ(جز)أ، وغيرها من الكلمات المرسومة بدقة، والمنقوشة برقة. [email protected]