الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

مسلسل العربدة القطرية مستمر!

مشكلة تنظيم الحمدين هي ظنه لفترة طويلة أنه بقناة فضائية استطاع أن يقلق جيرانه وأن يكون مؤثراً في محيطه الإقليمي، تلك القناة أشبه بمرآة كاريكاتورية يقف أمامها تنظيم الحمدين كقطين سمينين فتظهرهما بصورة أسود. وما إن بدأت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (الإمارات والسعودية والبحرين ومصر) مقاطعة قطر، حتى علا «مواء» قناة الجزيرة التي انكشفت سوءتها، وأصبحت أقل حتى من التأثير في المتلقي القطري، ناهيك عن المواطن العربي الذي اكتوى بنار تسويقها ثورات ما يسمى بالربيع العربي، التي كانت قطر تطمح من خلالها لتسويق جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية التي أصبحت أيقونة الدمار في العالم العربي. قطر مازالت مصرة بغباء على أن تراهن على الضوء الإعلامي، فبعد أن فقدت قناة الجزيرة مصداقيتها، ووصل بها الأمر أن تحوّر وتزوّر حتى اللقاءات التي تبث على الهواء مباشرة ( كما فعلت مع أحد خطابات الرئيس الأمريكي)، لجأت بعدها إلى حيلة سخيفة تتمثل في إنشاء صحف إلكترونية في دول أوروبية ودعمها كي تنشر أخباراً مزورة، وبعد ذلك تنقل قناة الجزيرة هذه الأخبار بصفتها نقلاً عن مواقع غربية. هذا الهوس الإعلامي سببه أن قضية قطر لم يعد يتذكرها أحد، أو كما ذكر ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز أن قضية قطر «صغيرة جداً جداً جداً»، وأمر نسيانها يصيبها بالجنون، وهو ما حصل فعلاً حيث جازفت باعتراض مقاتلاتها لطائرتين مدنيتين إماراتيتين، في تصرف تجاوز القرصنة إلى العربدة في سماء الخليج، وكالعادة تعود إلى لعبتها الساذجة بالنفي كما تفعل دائماً. الحمق السياسي لتنظيم الحمدين هو افتعال مشكلة جديدة للهروب من المشكلة السابقة، ما آمله فعلاً ألا ينخدع تنظيم الحمدين بحلم ملوك ودول الخليج، فالعظماء يتسامحون ولكنهم إذا غضبوا يؤدبون.