الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

شائعات رسمية

الإعلام الاجتماعي العربي هو عنوان تقرير أصدرته كلية دبي للإدارة الحكومية لعامي 2016 و2017، أضاء على استخدامات سكان الدول العربية لشبكات التواصل الاجتماعي والتي لا يتجاوز 64 في المئة من مستخدميها سن الـ 30. تتصدر دولة فيسبوك، إن صح التعبير، قائمة المنصات الشبكية إذ يصل عدد مستخدميها العرب إلى 156 مليون مستخدم فعال ومتفاعل، ليه لينكد إن ويصل عدد مستخدميه إلى 16.6 مليون، فتويتر الذي يبلغ عدد المتفاعلين فيه 11.1 مليون مستخدم، وأخيراً إنستغرام الذي يتجاوز عدد مستخدميه 7.1 مليون. نقرأ من ذلك أن هذا التواصل الافتراضي أو غير الاجتماعي كما يحلو للبعض وسمه يمثل إعلام هذا القرن وهو يستثمر ميزة التفاعلية التي أحدثت ثورة على المفاهيم الاتصالية المتوارثة عبر الأزمنة، ليرسخ الفردية والتخصيص والأخيرة صفة تتيح للأشخاص تصميم القالب الاتصالي الذي يناسب توجهاتهم وأفكارهم، كما يسمح لكل واحد منهم بالتحول إلى مصدر للأخبار بل وصانع لها، والأدهى من ذلك بؤرة للشائعات التي ربما تزعزع أمن مجتمع ما أو تهدد حياة مستقرة. ففي لحظة تنتشر معلومة مغلوطة في الشبكة كالنار لتلتهم الوداعة الزائفة التي نكتسبها مع مرور الوقت الذي نقضيه في التداول الرقمي، فيتم النشر وإعادته في ثوان معدودة ليصل الخبر إلى عقر دارنا الواقعية ويحدث بلبلة قبل أن نتحقق من صحة الأمر ونكتشف في معظم الأوقات أن ذلك الخبر غير المسؤول سبق العذل. ولا يقتصر الأمر على أخبار وفاة نجوم السينما والفنانين وإنما يطال الأمر الرموز السياسية وعائلاتهم، أما ما يقع فيه الكثير فهو الاعتماد على وجود الخبر في حساب شخصية شهيرة أو رسمية فيحقق ذلك المصداقية عند المستخدم العادي ويعطيه الضوء الأخضر لبدء التداول. إن ميزة التفاعلية التي يحظى بها ملايين العرب حسب التقرير الآنف ذكره تحولت إلى عبء كبير يزاحمنا في بيوتنا وأفكارنا ومصادر معارفنا، وهي في متناول فئة الشباب أكثر من غيرهم الأمر الذي يجعلنا نتساءل عن نوعية المضمون الذي يتخم الشبكة يوماً بعد يوم، ما هو؟ وما الذي يهدف إليه؟ وما عائداته على مجتمعاتنا التي يجب أن يعيد معظمها بناء نفسه؟ السؤال عن الكيف هو سؤال مرحلتنا الراهنة التي ننعتها بالتفاعلية في حين يعجز المتفاعل عن أن يكون فعالاً. [email protected]