السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

ابنك لم يعد طفلاً

دون أدنى شك فإن بعض الآباء والأمهات لا يدركون أن أبناءهم قد كبروا وبات لديهم مجتمع آخر خارج المنزل، ولديهم مشاريعهم الخاصة وتطلعاتهم وآمالهم وهمومهم الحياتية. على المستوى الشخصي لاحظت أكثر من أم لا تزال تعامل ابنها وكأنه في سن العاشرة من العمر بينما هو تجاوز العشرين، حتى خلال محادثته هاتفياً تلمس في أسلوبها وطريقة التحدث كأنها تكلم طفلاً لا يزال في سنواته الأولى وليس رجلاً في مقتبل العمر. هذه الممارسة تجد حتى الآباء متورطين فيها، فالتعاطف غير المبرر والكلمات الحنونة الدائمة في عمق كلماتهم التي تصدر منهم وتوجه للأبناء وكأنهم أطفال صغار، لا تعطي الطرف الآخر – الأبناء – الرسالة التي يجب أن توجه لهم بأنهم باتوا مستقلين وأنهم يتحملون قرارات أنفسهم. وما أشير له أن الحماية المبالغ فيها والحنان الباذخ المتواصل في كل شاردة وواردة وفي غير موضعها ولا في وقتها المناسب مفسدة لأطفالنا، وهي ممارسة تضيع عليهم الكثير من التجارب الحياتية التي يفترض أن نحرص كأمهات وآباء على أن يتعلمها الأبناء. إحدى الأمهات تتحدث عن ابنها، تقول إنه قتل نفسه بالمذاكرة المستمرة مع زميل له، وأنها تتعاطف معه وتشفق عليه حتى الطعام لم يعد يتناوله، ولكن عندما ظهرت النتيجة الدراسية لم يتمكن من تجاوز اختبارات عدة مواد، في نهاية المطاف السبب هو المعلمون المتحاملون على ابنها الذين لا يقدرون ذكاءه.. مثل هذه الأم أخشى في نهاية المطاف أن تستيقظ من غفوتها على خبر مؤلم عن ابنها الذي أفسدته بالدلال والثقة التي لم تكن في محلها. [email protected]