ابتكار نظام إنذار ذكي يتوقع التسونامي قبل حدوثه

نجح فريق علمي أسترالي في ابتكار نظام ذكي يستطيع توقع حدوث التسونامي بوقت طويل، ما يعزز فرص السلامة للسكان و الأشخاص القريبين من الشاطئ. ووفقاً لتقرير موقع كانفورسيشن الأسترالي، اطلعت عليه «الرؤية»، صنف العلماء التسونامي باعتباره واحداً من الكوارث الطبيعية الأكثر رعباً التي اجتازتها عدد من المناطق عبر العالم، حيث تعلو سلسلة من الأمواج الناجمة عن نزوح كمية كبيرة من مياه المحيط نتيجة الزلازل، والانفجارات تحت الماء، والانهيارات الأرضية أو حتى النيازك التي تسقط في المحيط. وعمل الباحثون طوال شهور من البحث على تطوير نظام ذكي يستطيع ربح الوقت في التحذير من وقوع التسونامي، حيث يستخدم الموجات الصوتية التي تصل بطريقة أسرع بكثير من سرعة التسونامي وتقطع مسافات أطول تصل إلى آلاف الكيلومترات. وتتطور أمواج التسونامي الناتجة عن الزلزال تحت الماء لتصبح مدمرة، حيث يصل علوها إلى عشرات الأمتار قبل أن تصل إلى الشاطئ، وفي 26 ديسمبر 2004، بلغ ارتفاع أمواج تسونامي 30 متراً في المحيط الهندي، بعدما نجم عن زلزال تحت الماء وصلت شدته ما بين 9.1 و 9.3 درجات على سلم ريختر، وقد دمرت المياه أجزاء من إندونيسيا وسري لانكا والمالديف وتايلند وأماكن أخرى، كما فقد أكثر من 230.000 شخص. ويمكن أن تصل أمواج تسونامي إلى الساحل في غضون دقائق، وفي أحسن الأحوال تستغرق ساعتين أو أكثر، وفي الوقت الجاري، تعتمد نظم الإنذار المبكر على قياس حركة العوامات التي تسجل أدنى التغيرات في مستوى سطح البحر، أو تقيم ضغط تسونامي عند الانتشار. وتتجلى مشكلة هذه النظم التقليدية في أنها تتطلب الوصول إلى موقع القياس عن طريق تركيب العوامات في أعماق المحيطات، ولكن هذا يتطلب عدداً غير واقعي من العوامات، بينما يكمن الخيار الثاني في تثبيت العوامات على طول الخط الساحلي، ولكن هذا الإجراء متأخر نسبياً و لا يمكنه إنقاذ أرواح الناس إلا بعد فوات الأوان. ويعتمد النظام الجديد على استخدام الهيدروفونات القياسية (الميكروفونات تحت الماء) التي يمكنها تسجيل هذه الموجات الصوتية قبل وصول تسونامي بوقت طويل، وبغض النظر عن الاتجاه الذي سيسلكه تسونامي، فإن الإشارات الصوتية تتعرض للتغيير في الضغط، وعلى ضوء ذلك توافر سلسلة من البيانات الأولية التي تسبق حدوث التسونامي. ويحتاج النظام الجديد فقط إلى التقاط الإشارات الصوتية عن طريق استخدام هذه الموجات بطريقة رياضية جديدة يمكن استخدامها لتحليل هذه الإشارات المسجلة في الوقت الحقيقي لأنها تقوم على معرفة كيفية تطور الصوت أثناء تحركه.