الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

احذر من المدير الخائف

من المقولات الإدارية المتداولة بكثرة في الدورات الإدارية «كل قائد مدير، لكن ليس كل مدير قائداً» .. والفروقات بين المفهومين كثيرة، أهمها أن القائد يهتم بمنظومة العمل كاملة، ويقدم لها كل ما يستطيع من أوجه الدعم لتأتي المخرجات على المستوى المأمول .. أما المدير العادي فيركز على المخرجات فقط، وما دامت المخرجات على المدى القصير مُرضية، فلا داعٍ (من وجهة نظره) للالتفات لأي شيء آخر. في هذا المقال سأحاول التركيز على نموذجين أكثر تحديداً من المديرين، وعلاقتهما بالموظف المبدع .. الأول يحمل صفة القائد الملهم، الواثق من نفسه .. والثاني يمكن أن نسميه المدير القلق، الخائف على مكانه. القائد الواثق يفرح عندما يلتحق بفريقه موظف مبدع، متحمس للعمل .. يُقدم أفكاراً خلاقة لتحسين الإنتاج، ويبتكر حلولاً ذكية للمشكلات القائمة .. وينظر إلى كل نجاح يحققه هذا الموظف الجديد على أنه نجاح لفريق العمل كاملاً، وله شخصياً بصفته قائداً. أما المدير الخائف، فقد يفرح في الأسابيع الأولى بهذا الموظف (الفلتة) .. ويعمل على استغلاله لتحسين مخرجات إدارته .. لكن مع زيادة توهجه، والتفات الأنظار إليه، تتغير مشاعره نحوه، ويبدأ بمحاربته، وتهميشه، خوفاً من أن يحل مكانه. القائد الواثق ينظر للموظف المبدع على أنه داعم له، وورقة رابحة في فريقه، فيرحب به، ويوفر له بيئة مثالية تساعده على تقديم أفضل ما عنده .. ولا يوجع رأسه بأي احتمالات مستقبلية قد لا تصب في مصلحته، لأنه يؤمن بأن الكرسي الذي يجلس عليه لن يدوم له إلى الأبد، ولديه خطط بديلة في حال اضطر إلى ترك المؤسسة. أما المدير الخائف، فيعمل على تأمين نفسه قبل أي شيء آخر .. فهو يعلم أن قدراته محدودة، ولا يملك بدائل جيدة في المستقبل .. لذلك يعمد إلى تهميش كل موظف يتفوق عليه في الإمكانات، ولا يتورع عن تقديم أصحاب المؤهلات المتدنية عليه، وذلك لأنهم (وفق تفكيره) لا يملكون فرصاً حقيقية للحلول مكانه، ومن ثم لا يمثلون تهديداً له. لهذه الأسباب، وغيرها .. أنصح كل خريج جديد يستشعر الإبداع في نفسه، أن يلتحق بمؤسسة يقف على رأسها قائد ملهم، وليس مديراً خائفاً. [email protected]